"دلـــــوعة أبيها"
كنتُ و لا أزال ألقــبُ بهذا الاسم
حتى بعد مرور سنواات و اصبحت امرءة
لكني لا أزال في نظره طفلته الدلوعة
التي لا يسمح لــأي كان أن يمس شعرة منها
و لا أن يرفع صوته عليها
******

أبي دائما ما أسألك :
"هل لونُ عيناك أخضر؟"
فتضحك بمرح و ترد مازحا:
"بـس لمن كون تحت الشمس"
و لا أزال أفعل ذلك
ف أنت و انا نعلم تماما سر هذه الجملة
أقولها و أنا سارحة في عينيك العسليتين
أشعر انهما ترويان لي حكايات زمانك
تبتسم لي بحنية و تغريني للغوص فيها
****
أبــي أهواكــ
فوق حدود فاقت الكون
******
ألقاكَ بإنتظاري دائما
-أمشي إليك بشوق كبيـــر
يرفرف قلبي لعناقك قبل أن أصل
أبسامتك الحنونة تعلو ملامحك
أضمك و كأن سنين مرت و لم نتقابل
فتحضنني ذراعيك بقوة
لأعود طفلة في سنواتها الاولى
**********

أتذكر حين كنت تتأخر في العمل
فأسهر لإنتظارك لـ ساعات متأخرة من الليل
واقفة على النافذة دون تعب
و عيناي تنتظران قدومك

و أقفز مسرعة لفتح الباب عند عودتك
ف تربت على كتفي و تقبلني بتعب
***********
أتذكر حين كنت تستلقي على الفراش
تكح تارة و تأن تارة اخرى
لم تكن بذلك المرض
لكنك كنت تفعل ذلك
ليتواجد الجميع بجانبــك
ف تنتلف جميعنا حولك و تبدأ سهرتنا
***********
أو عندما يريد اي احد أن يطلب منك شيئا
فيتوجهون الى لأطلبــه
لأنهم يعلمون تماما انك لن ترفض
و لو رفضت..فإقناعك سهل بالنسبة لي
***********
حين كنت تغضب من تمردي
فكنت اتكلم مع اخوتي عن تصرفاتك المضحكة
كنت ارى ابسامتك التي تحاول تخبئتها
فآتي اليك "اضحك اضحك لا تحاول تعمل حالك زعلان"
...
فقـــد كنت ترضى بسرعة
............
و عندما اغضب أنا
كنت تجدبني اليك بندائاتك
بتدليعك لأسمي
بيديك عندما تمسكاني
بكلماتك الجميلة
فنعود كما كنا
و كأن شيئا لم يكن.
*********

في فترة من مراهقتي
كنت قد انطويتُ فيها عن الجميع
فامتنعت عن زيارت الأقارب
و الخروج مع الاصدقاء
فكنت تحضرني كل مساء
و تحادثني لساعات
و تحادثني لساعات
********
ذلك اليوم الذي مرضت فيه
ذالك اليوم المشؤوم
كنت اراك مستلقي على الارض
لم اعرف ماذا علي أن أفعل
و لأني كنت لا أزال طفلة
كل ما فكرتُ فيك حينها
أن أنام بجانبك قبل أن ترحل
...

أذكر جيدا كيف رميتُ بجسدي عليك
كيف حصنتك بكل قوتي
و غطست في سبات عميق
استيقظت على صوت الهاتف
كنت أنا بفراشك
ذلك اليوم الذي مرضت فيه
ذالك اليوم المشؤوم
كنت اراك مستلقي على الارض
لم اعرف ماذا علي أن أفعل
و لأني كنت لا أزال طفلة
كل ما فكرتُ فيك حينها
أن أنام بجانبك قبل أن ترحل
...

أذكر جيدا كيف رميتُ بجسدي عليك
كيف حصنتك بكل قوتي
و غطست في سبات عميق
استيقظت على صوت الهاتف
كنت أنا بفراشك
و لــم تكن انت
...
لم ابكي لم افعل شيئا
فقط جلست أنتظر
لا اذكر كم من ساعات مرت
و انا على نفس الوضع
فقط جالسة و انظر الى لفراغ
...
أبي شكرا لأنـــك عدت
...
خلال فترة تعافيك
اذكر انك كنت تمسك بدي كل مساء
و تأخدني الى البحر
لا يتفوه اي منا بكلمة
فقط نمشي
حتى نعود الى المنزل
*******
كلما حضرتُ عرسا و رأيت الاب يودع إبنته
أبكي بكاء الأطفال
لأني..
أراكَ يا أبي في ملامحــه
كلامي عن والدي طويــــــل جدا
فأبي هو اخي و صديقي
و أحيانا هو أمــي أيضا

*********
"دلوعة أبيها"
هذا لقبي
هذا لقبي
هذا فخري
أهواااك يا أبي
متيمة أنا بك جدا